“إبريل” للجورجية ديا كولومبيغاشفيلي، أحد أغرب الاقتراحات السينمائية وأقساها هذا العام. فيلم محيّر، تغيب عنه الأحداث بالمعنى التقليدي للكلمة، ما عدا أننا سنتعرف إلى طبيبة متخصصة في التوليد (إيا سوخيتاشفيلي). من خلال بضعة مشاهد ممتدة، تتخللها تمظهرات استياء الطبيعة، نكتشف أبرز ما يتألف منه الفيلم: اتهام الطبيبة بإجراء عمليات إجهاض على حسابها في قرى بعيدة، مما يُعتبر انتهاكًا للقانون. هذا كلّ ما هو عليه الفيلم الذي يغرق في التجريد، وقد يعجب هواة النوع ونخبة من المشاهدين الباحثين عمّا هو مختلف وهادئ ووجودي.الشخصية التي يدور عليها الفيلم هي نينا التي تعمل في المستشفى الوحيد في بلدة ريفية. هي سيدة غير متزوجة وممتنعة عن أي علاقات شخصية، مخلصة دون قيد أو شرط لقسم أبقراط، حتى لو كان ذلك يعني إجراء عمليات إجهاض غير قانونية. عندما يموت مولود جديد بعد ثوانٍ من ولادته تحت إشرافها، تصبح كفاءتها موضع تساؤل. خلال التحقيق، يُدقق في كل تفاصيل حياتها. ورغم الأخطار، تظل نينا متفانية في أداء واجبها كطبيبة، مصممةً على القيام بما لا يقوم به أي شخص آخر. في “إبريل”، أرادت المخرجة مناقشة الانفصام والتقارب بين الوجود والأنوثة. حملها هذا إلى موضوعي الولادة والموت، من خلال شخصية تتحمّل المعاناة فتحوّلها إلى خيار وطموح. ورغم كل شيء، تظل راسخة ومتميزة عن بقية العالم. يتعمّق السيناريو في الجوانب الملموسة للحياة بالإضافة إلى جوانبها الغامضة. عبر إجراءها عمليات إجهاض غير قانونية، تلتقي نينا بالنساء في أكثر لحظاتهن حميميةً وهشاشةً. هي تحب الجميع دون أن تحب أحداً بعينه. صاحبة قلب كبير، لكن هذا لا يساعدها على تكوين علاقات شخصية، رغم أنها لا ترغب في شيء ولا تحتاج إلى شيء لنفسها.هوفيك حبشيان