بينما تسعى كل امرأة إلى الظهور في حفل زفافها بأفضل صورة، فإنها يمكن أن تتغاضى عن غياب بعض التفاصيل، ولكن ماذا إذا كانت هناك مشكلة في فستانها الأبيض؟ قبل يوم من حفل زفافها، تفاجأ وردة بمشكلة في فستان الزفاف، لتبدأ رحلة بحث طويلة وشاقة عن فستان بديل، في مهلة تقدر بيوم واحد.رغم ما تشيعه حفلات الزفاف من بهجة عادة، فإن التحضيرات لها لا تنطوي بالضرورة على نفس القدر من السعادة، بل على العكس ربما تكون مرحلة شاقة على العروسين. في فيلمها الطويل الأول “الفستان الأبيض” تقدم لنا جيلان عوف وجهة نظر العروس التي يبدو موعد زفافها بمثابة قنبلة موقوتة، إذ تشعر بالضغط ليس فقط نتيجة غياب فستانها، ولكن لغياب الدعم من عريسها، وتزايد الضغط من أسرتها، لتجد نفسها في جولة ممتدة في شوارع القاهرة للبحث عن الفستان، وما هو أكثر من ذلك.تنطلق رحلة الفيلم من منطقة شعبية، قبل أن ننتقل بين أحياء المدينة الضخمة، الراقي منها ومتواضع الحال، لتقدم المخرجة نظرة دقيقة على الكثير من مشكلات المرأة في المجتمع المصري، سواء النفسية أو المادية، وحتى الضغط المستمر الواقع عليها من أقرب الناس إليها، وذلك من خلال شخصيتين رئيسيتين، وردة العروس، وابنة خالتها رفيقتها في الرحلة، واللتين تمثلان طرفي نقيض. رغم ما يقدمه الفيلم من حبكة لا تخلو من الأسى، فإنه في الوقت نفسه لا يخلو من كوميديا تصنع حالة من التوازن المميز، وتزيد من تفاعلنا مع رحلة البطلة للبحث عن فستانها الأبيض.أندرو محسن