أُنجز فيلم “شباك فارغة”، العمل الأول للمخرج الإيراني -الألماني، بهروز كرمي زاده، بصنعة لافتة للأنظار. يتتبع الفيلم جهود صياد السمك الشاب أمير، التي يبذلها في محاولة لكسب المال من صيد الأسماك في السوق السوداء. أمير عشريني لطيف من سكان المناطق الحضرية، يعمل نادلًا ويتقاضى أجرًا متواضعًا ولكنه يدخر في مسعاه لجمع مهر حبيبته السرية الثرية نرجس، ولكن عندما يفقد وظيفته، فإن الشيء الوحيد الذي يكتشفه لكسب المال بسرعة -إن لم يكن بسهولة- هو مصايد الأسماك بعيدًا عن منزله على ساحل بحر قزوين، حيث يستغل رؤساء فاسدون العمال جسديًا وماديًا. أمير سبّاح ماهر وعندما يكتشف أن أفضل طريقة لجني الكثير من الأموال هي عبر العمل الليلي غير القانوني تحت الماء لصيد سمك الحفش البري المهدد بالانقراض من أجل الكافيار الثمين، ينتهز الفرصة. إنه عمل شاق ومرهق وخطير، وعلى الرغم من أنه يجني أموالًا جيدة، إلا أنه يعني أيضًا ابتعاده عن نرجس المحبطة التي تحاول مماطلة والديها لبعض الوقت، إذ يخططان لزواج مرتب مع خاطب ثري ينتظرانه على أحر من الجمر ليرتبط بابنتهما. أوميد زميل أمير في الغرفة، والكاتب الصاعد الذي اضطر للعيش بالقرب من مصايد الأسماك، يجمع المال حتى يفر من البلاد عبر البحر في الوقت الذي يخاطر فيه أمير بمبادئه في العالم السري الغامض غير القانوني. يقدم الفيلم صورة جريئة لدولة إيران التي تمثل مجتمعًا مليئًا بالتحديات محدود الفرص. ويستخدم “شباك فارغة” أسلوبًا سلسًا خفيًا يبتعد عن الصخب فيما يخص وجهات النظر السياسية، كما يتميز بأداءات تمثيلية رئيسية جذابة، بينما يكافح هذان الزوجان الشابان ضد القوى المهيمنة، سواء كان ذلك من أصحاب العمل أو الوالدين. مارك آدامز