كل فصل في فيلم “بوابة هوليوود”، الذي يستعير اسم قاعدة عسكرية أميركية محصنة، يُعتقد أنها كانت مركزًا للمخابرات المركزية الأميركية في أفغانستان، هو اثبات حقيقة قطعية قوامها أن الدولة الميليشياوية تقوم على مبدأ واحد هو ديمومة الاحتراب والموت. العسكرة هي أسلوب حياة، والمواطن العادي هو خصم حين لا يُظهر ولاء مطلقًا. إنها مبدأ حكم يؤمن أن المجتمع بأطيافه يخدم قواتها التي قاتلت بشراسة، وانتصرت على عدو قيل إنه لا يُقهر. هذه الـ”لا” نراها مهزومة عبر كاميرا محمولة ومتلصلصة مع توليف تراكمي، وهما يوثقان غنائم عسكرية ثمينة من معدات متطورة، تركتها قوات الغزو بُعيد انسحاب سريع وفوضوي من قواعدها في يوم 31 أغسطس 2021. يرافق الفيلم، عبر فصول أقرب إلى يوميات سينمائية مباشرة ونابضة بالحيوية، نشاط مسؤول نافذ في حركة “طالبان”، مكلف بإعادة إحياء قوات جوية، عبر تأهيل أسطول من طائرات أميركية معطوبة، ولكنها قابلة للتصليح. المفارقة هنا، أن الآلة بحاجة الى بشر، وهو ما يقوم به الرجل بكثير من الصبر والحكمة. لن يصور نشأت معارك أو مواجهات أو إعدامات أو تفجيرات، إنما يصوغ بفطنة شديدة البساطة مشهدية عامة للكيفية شبه العفوية لقيادات قاتلت في الجبال والكهوف، لكنها عازمة على التحول الى جيش نظامي بمهمات قتالية مستقبلية لدحر “وحوش يصرفون أيامهم في محاولة تدمير كل شيء”. يختار نشأت، بسبب ظروف أمنية خطيرة وحساسة، أن “يُسقط” من حساباته إجراء أيّ حوار مع قيادات رافقها عن كثب، ووثق أقوالها وتصريحاتها وخطبها، كاشفًا عن ما لم يتغير في استراتيجياتها، وهي أمور جوهرية أتاحت إلى الفيلم امتلاك حجج مرئية بشأن سطوة نظام ثيوقراطي واستبداده وولعه في تنظيم الصفوف من أجل الإقتتال والقتل.  زياد الخزاعي