بمنظور ساحر للمستقبل القريب، ينقلنا فيلم “سماء بلاستيكية” إلى عالم على شفا الانقراض. في هذه الحكاية الشعرية القاتمة، يدعونا الثنائي تيبور بانوتشكي وسارولتا زابو، لنشهد مجتمعًا يصارع من أجل البقاء تحت وطأة (قبة من البلاستيك) تحاصره. ففي عالم تدهور فيه حال الطبيعة، يواجه البشر خيارًا غير معقول وهو إما قبول تحولهم إلى أشجار تحافظ على الحياة، أو تحدي النظام لإنقاذ من يحبونهم. تحقق المستوى المذهل للرسوم المتحركة في الفيلم، عبر الجمع بين تقنية روتوسكوبينج، وأحدث التقنيات الأخرى، وهو ما ساعد في رسم صورة حية لمدينة بودابست (الديستوبية)، حيث تجري الحياة داخل القبة بين السماء البلاستيكية البيضاء الغريبة المنتشرة في كل مكان، بينما يقبع العالم الخارجي في خراب قاحل. وفيما تدق الساعة بلا هوادة معلنة اقتراب عمر الفرد من الخمسين، يصبح مصير كل مواطن محتومًا، لذا ينطلق الشاب ستيفان في رحلة محطمة للقلوب، مدفوعًا بحب راسخ لزوجته نورا، حيث يتجرأ على تحدي قواعد المجتمع الثابتة. تنكشف قصة حبهما الملحمية على خلفية نهاية العالم البيئية الوشيكة، مما يثير أسئلة عميقة حول مسؤولية الإنسانية تجاه نفسها والعالم. يرتكز السرد البصري الذي يقدمه الثنائي تيبور بانوتشكي وسارولتا زابو على بحث علمي صارم مما يجعل رواية الفيلم المليئة بالخيال أكثر تأثيرًا على المشاعر. مع كل لقطة من الفيلم، يدعونك إلى مواجهة المعضلات الوجودية، وحبك نسيج من الخيارات الجماعية مقابل الخيارات الفردية، والتضحية، والجمال العميق الذي لا يزال موجودًا في عالم يتأرجح على حافة الهاوية. فيلم سماء بلاستيكية هو أكثر من مجرد فيلم، إنه رحلة فلسفية عبر مستقبل قابل للتحقق على نحو مخيف. رامان شاولا