»زاما« هي أفلمة سينامئية لرواية الكاتب األرجنتيني أنطونيو دي بينيديتو، التي تحمل األسم نفسه والصادرة عام 1956 ، َ وتتخذ من أمريكا الجنوبية املستعمرة من قبل الغزاة األسبان يف نهاية القرن الثامن عرش مرسحاً ألحداثها. يجسد املمثل املكسييك دانييل كاتشو، شخصية دوين ديجو دي زاما، وهو مسؤول خائب يعاين من إزدراء اآلخرين، ويعكس اىل حد بعيد إنكسارات اإلمرباطورية اإلسبانية. مع تقطع السبل ً به يف مقاطعة »بوندوكس«، ينتظر زاما بإستامته قرار ترحيله إىل موقع آخر، أمال يف الحصول عىل فرصة أخرى لحياة أفضل. إال أن هذا التغيري، كام يبدو، لن يحدث، وتتلخص حالته يف مفتتح الكتاب بجملة تقول: »هكذا كانت حالتنا: شددنا الرحال، لكننا عاصون«. إكتسحت املخرجة لوكريسيا مارتيل، يف العام 2001 ،املشهدية السينامئية األرجنتينية والدولية وخطفت اإلهتامم مع باكورتها املميزة »املستنقع« )ال سييناغا( التي تركت آنذاك أثراً دامغاً عىل الصناعة املحلية. عىل ّ منوالها، تتألق صنعتها اإلبداعية املتفر ّ دة بعنرصيها السايكلوجي والحيس املعمقني، بقوة يف »زاما«، حيث ّتبسة وبارعة من التداخل بني الواقع الخارجي ووعيه ُي َصَور العامل املحيط بـ«دون ديجو« ضمن لعبة مل املضطرب الذي يدفعه اىل حالة من اللوعة والسخط. يتجّل ّ التصوير السيناميئ الجذ ّ اب واملوسيقى الخالقة يف كيان ساحر إذ تصبح الصور الغنية إنعكاساً لحالة درامية متشظية، فيام تستلف املوسيقى ضجيج العامل الطبيعي وتداخل الحوارات عرب فيوض من نغامت تؤرش اىل مفارقة تاريخية محمومة. فيلم »زاما« هو تحفة أخرى من إبداع واحدة من املخرجات السينامئيات األكرث إثارة لإلهتامم يف الوقت الحايل.