مسابقة اﻷفلام الروائية الطويلة | جيورجيا | الجورجية، مترجم للعربية | 107 د
في فيلمها الطويل الأول المتوّج بالجائزة الكبرى لمهرجان ساراييفو السينمائي وجائزة العمل الأول من مهرجان لوكارنو، تدخل المخرجة آنا أوروشادزه العالم النفسي لزوجة وأم من الطبقة المتوسطة الجورجية، تعاني مما تعاني منه سيدات طبقتها في العالم كله: التعاسة النابعة من تكريس حياتها بالكامل لخدمة زوج وأولاد لا يمنحونها في المقابل سوى عدم الاهتمام إلا بالتعليق السلبي على مظهرها وأفعالها. قمع من أقرب المقربين تقابله المرأة في كل تفاصيل يومها. إلا أن البطلة مانانا تعيد اكتشاف موهبة امتلكتها في طفولتها، بأن تكتب رواية تمزج فيها واقعها بحكاية فانتازية عن زوجة في ظروف مشابهة تتحول وحشاً مخيفاً. كما هو متوقع ينقلب تجاهل أسرة مانانا لما تفعله وتهتم به إلى قلق وخوف عندما تقرأ عليهم مقطعاً من روايتها، التي تُحلل بشكل ما علاقتها بهم وتأثيرهم على سلامها النفسي. يحاول الزوج بكل الطرق ثَنيَّها عن فكرة الكتابة وإقناعها أنها تُضيّع وقتها وتُفسد حياتها دون موهبة حقيقية. فالمؤمن الوحيد بموهبتها هو صاحب متجر البقالة المجاور، الذي يسعى أن يكون ناقداً أدبياً، والذي يكاد هوسه بكتابات مانانا يعكس اضطهاد مماثل عاشه في حياته.
المخرجة تبدع في رسم عالمٍ كابوسي في العاصمة الجورجية تبيليسي. عالمٌ تعيش فيه البطلة، التي يستحيل أن نتأكد إذا ما كانت موهوبة بالفعل أم إنها تقوم فقط بإفراغ شحنة عاطفية تثقل نفسها. عالمٌ كل من فيه تعيس وإن حاول أن يقنع نفسه بالعكس. مانانا تكسر دائرة الرتابة والتوقعات لتجد الكل يقف في وجهها، لتتحول تعاستها إلى قدرة تدميرية موجهة للذات قبل الغير، أي إنها تتحول بصورة ما للوحش الذي ذكرته في روايتها. وما أتعس أسرة تنقلب الأم فيها وحشاً!
آنا أوروشادزه ولدت في العاصمة الجورجية تبيليسي عام 1990 ، ودرست في مسرح شوتا روستافيلي ثم تخرجت في جامعة جورجيا الوطنية للسينما )تافو( عام 2013 . أخرجت أثناء دراستها عدداً من الأفلام القصيرة من أهمها «أفكار 2010 - » و »رجل أحبني 2012 – » ، قبل أن تقدم فيلمها الأول الطويل «أم مخيفة » ليُعرض عالمياً للمرة الأولى في مهرجان لوكارنو فينال جائزة العمل الأول، ثم يُشارك في مهرجان سيراييفو فيفوز بجائزة المهرجان الكبرى.
تواصل معنا
