إخراج

ريتي بان

فرنسا، كمبوديا | 2018 | 115 د | الفرنسية، الخميرية

• المنتج كاترين دوسار
• الشركة المنتجة كاترين دوسار برودكيوكسيون، آرتي فرانس، أنوفيب برودكشن
• السيناريو ريتي بان ، آنييس سينيموه
• التصوير ريتي بان، بروم ميسا
• المونتاج ريتي بان
• الصوت إريك تيسيران، فان سيريراتانان، جولين نجو ترونج
• تمثيل
• جهات الإتصال

  Playtime

  joris@playtime.group

حول الفيلم

المخرج الكمبودي ريتي بان ينجز دوماً، بطريقة أو بأخرى، الفيلم نفسه: تنويعات على قضيته المركزية، أي المجازر التي ارتكبتها جماعة الخمير الحمر في بلاده بين عامي 1975 و 1979 لتأسيس مجتمعٍ شيوعي خالٍ من الطبقية. الحقبة تلك كانت دموية، حدّ أن كثراً من الكمبوديين لا يزالون يعانون من آثارها النفسية، ومنهم المخرج الناجي من المجازر، الذي سبق أن أخرج الفيلم المرجعي عن الخمير الحمر في عنوان "أس 21 " عام 2002 ، وها هو ينقّب مجدداً في الهاجس الذي ظلّ يلاحقه طوال عمره، ولكن هذه المرة من خلال البحث عن بقايا أفراد عائلته الذين قضوا خلال تلك المَقاتل، وكذلك عن أرواحهم المعذبة.

كيف لعمل سينمائي أن يشخّص الأرواح المبعثرة و"يُرينا" صدى عذاباتها عبر الزمن، علماً بأن تلك الأرواح هي في كلّ مكان وفي الحين نفسه ليست في أي مكان؟ هذا هو تحدي ريتي بان الذي يستخدم لغة شاعرية تضعنا في قلب رحلة إلى الذاكرة الشخصية والجماعية والوطنية. مشاهدة "قبور بلا أسماء" الذي افتتح قسم "أيّام فينيسيا" في مهرجان البندقية الأخير، تجربة مؤلمة، صادمة، حزينة. كأن الفيلم يدوس جراح الماضي التي لم تلتئم أصلاً.

لا يتوانى الفيلم عن دعوة المُشاهد إلى فتح عينيه والنظر بعمق، وفي هذه الدعوة الكثير من شخصية بان الذي لطالما عرف كيف يخاطب العالم من دون استغلال الجريمة ومن دون أن يشحذ الشفقة أو التعاطف. جديده حدٌّ كالسيف، صار كحكم بالإعدام، يلحّ على الروحانيات. إلى جانب هذا كله، تشكّل الشهادات التي يأخدها من قرويين عاشوا التجربة الأليمة، هبوطاً اضطرارياً إلى الأرض، أرض البشر التي يهاجرها الفيلم كما في تلك اللقطة حيث الكاميرا تحلّق فوق سهول جرداء تشبه إلى حدّ ما وجوه الفلاحين الذين يسردون ببرودة شديدة، شروط العيش تحت جزمة الثوار الشيوعيين.

هوفيك حبشيان