مسابقة اﻷفلام الروائية الطويلة | المغرب-فرنسا | العربية والفرنسية | 106 د
“وليلي” رابع فيلم روائي طويل للمخرج المغربي فوزي بن السعيدي، صاحب “ألف شهر”. الفيلم ينطلق من مسألة الفروق الطبقية في المجتمع المغربي المعاصر، وتفاعلها مع الرأسمالية. يروي بن السعيدي مصائر الناس الأقل حظاً الذين لم يفيدوا شيئاً من تبعات العولمة الاقتصادية، لا بل اقتحم الفقر يومياتهم إلى درجة أنّه أثّر في حياتهم الحميمية. حتى علاقة بين زوجين باتت في مهب الريح. يحاول الفيلم الدخول في الحياة اليومية للبسطاء من الناس، خصوصاً أولئك الذين يعملون بالسخرة مقابل فتافيت لا تكفيهم لربط أول الشهر بآخره ولا تضمن الحفاظ على كرامتهم. لا يوجد أمام هؤلاء إلا قبول فكرة الموت البطيء.
يأتي بن السعيدي بنظرة قاتمة وسوداوية لا تترك أي مكان للأمل. هذه ميلودراما تذهب إلى الهدف مباشرة، بلا مواربة. فالأمن والاستقرار النسبيان اللذان يحظى بهما المغرب يأتي دائماً على حساب الطبقات الاجتماعية الأدنى، فيما المجتمعات الميسورة تنظر إلى الأدنى منها من برجها العاجي بلا أي اعتبار لمعاناتهم. الشخصيات التي يتعامل معها الفيلم، وفي مقدمها الشخصية الرئيسية، لا توجد طريقة لإنقاذها وجعلها تنخرط من جديد في المجتمع. الأفق مسدود في وجوه هؤلاء، وأحياناً على نحو لا يُطاق..
المركز التجاري الذي يمثّل معقل الاستهلاكية الحديثة هو الديكور الذي يزرع فيه بن السعيدي شخوصه. عبدالقادر )محسن مالزي( يعمل حارس أمن في هذه البقعة الجغرافية. زوجته مليكة )نادية كوندا( مدبّرة منزل عند سيدة ثرية. حياتهما لا تختلف عن حياة ملايين المغاربة الذين يقاومون باللحم الحي للبقاء على
قيد الحياة. إلا أنّ الأشياء هنا تقفز بضع خطوات إضافية نحو المهانة الاجتماعية. فعبد القادر يمنع خلال عمله إحدى السيدات النافذات من تجاوز صفّ الانتظار، الأمر الذي سيوقعه في مشكلات ويفتح أمامه أبواب الجهنم.
فوزي بنسعيدي مخرج مغربي وُلد في مكناس في العام 1967 . درس التمثيل في الرباط وباريس. فيلمه القصير الأول «الصخرة 1997( » ( حصد 23 جائزة في المهرجانات. كتب سيناريو “بعيداً” مع المخرج الفرنسي الكبير اندره تيشينه. فيلمه الطويل الأول «ألف شهر” ) 2003 ( اختير في مهرجان كانّ السينمائي حيث فاز بجائزتين. “يا له من عالم رائع” في العام 2006 وضعه في ملعب السينمائيين المغاربة المكرسين. “موت للبيع” انطلق من تورونتو، أما أحدث أفلامه، “وليلي”، فشارك في مهرجان البندقية السينمائي ضمن برنامج “أيام فينيسيا”.
تواصل معنا
