مسابقة اﻷفلام الوثائقية الطويلة | فرنسا-ألمانيا-الصين | الماندرينية، مترجم للعربية | 86 د
السيدة فانج، مزارعة صينية المولودة في إقليم فوجيان عام 1948 . أصيبت بالزهايمر وتدهورت حالتها على مدار ثماني سنوات، حتى قرر الأطباء أن علاجها غير مُجدي، وأمروا بإخراجها من المستشفى كي تنهي حياتها في منزلها. السينمائي الخبير وانج بينج أخذ الكاميرا ليرصد الأيام العشر الأخيرة في عمر السيدة فانج، ويمزج بينها وبين لقطات لحياتها قبل سنة من تدهور حالتها.
الفيلم يراقب الأيام الأخيرة والتفاف الأهل والمعارف حول السيدة المحتضرة، بينما كل منهم لديه مشاغله الخاصة، التي تجعل كل ما يقال حولها، ومنه ما يتعلق بالتحضيرات الضرورية لما بعد موتها الوشيك، أقل بكثير مما تستحقه اللحظة، أقل من الحضور على بعد سنتيمترات من إنسان يلفظ أنفاسه الأخيرة. لا سيما والكاميرا تظل دقائق كاملة أمام وجه السيدة فانج بأسنانها التي برزت كما تبرز أسنان الجماجم. ولا نعرف إذا ما كانت واعية بما يُقال حولها أم غائبة عن الوعي، هل ماتت مشاعرها بالفعل، أم لا تزال تشعر بما يُقال حولها وتحلم بمعجزة تقودها للشفاء.
«السيدة فانج » فيلم صادم ومثير لتساؤلات عديدة فنية وأخلاقية. تساؤلات عن موضع صانع الفيلم من الحدث والشخصية، وعن مكاننا كمشاهدين ونحن نسمح لأنفسنا بمشاهدة إنسان يحتضر حرفياً، دون أن نتورط عاطفياً فيما أمامنا، وهذا ما حرص عليه المخرج طوال فيلمه: أن يجرده من العاطفية أو استدرار المشاعر. هو مجرد رصد لموت، لا أكثر ولا أقل. رصد لموت رأت لجنة تحكيم مهرجان لوكارنو السينمائي أن تمنحه الفهد الذهبي، أكبر جوائز المهرجان العريق.
وُلد وانج بينج في مقاطعة شانزي الصينية عام 1967 . درس التصوير الفوتوغرافي في أكاديمية لو زون للفنون الجميلة، ثم التصوير السينمائي في مدرسة بكين للفيلم. بدأ مسيرته كصانع أفلام مستقل عام 1999 ، قبل أن يكتشفه العالم عام 2003 بفيلم «غرب المسارات »، العمل التسجيلي البديع الذي يمتد لأكثر من تسع ساعات وفاز بالجائزة الكبرى لمهرجان مارسيليا للأفلام التسجيلية. قدم بينج بعدها عدداً من الأفلام التسجيلية منها «ثلاث أخوات - » 2012 و »كو كيان 2016 - » ، وكلاهما نال جائزة قسم آفاق بمهرجان فينيسيا. أخرج فيلماً روائياً وحيداً هو «الخندق 2010 - » ، بالإضافة لعدد كبير من أعمال الفيديو آرت والصور الفوتوغرافية.
تواصل معنا
