مسابقة اﻷفلام الوثائقية الطويلة | كندا | العربية والفرنسية، مترجم للعربية | 65 د
في افتتاحية مصممة بعناية نتعرف إلى محمد ضيا غربي، فنان السيرك التونسي البالغ من العمر 26 عاماً، في سياقه الأصلي حيث تنقسم هوية شخصيتنا الأساسية بين محمد، الاسم الذي تعرفه به عائلته، وبعرورة، الاسم الساخر الذي يعرفه به الحي. هذه الطبيعة المزدوجة للشخصية هي إحدى الصراعات الهامة، التي يقدمها لنا وثائقي المخرجة الكندية فريدريك كورنيويه ليسار «نهج النصر »، اسم الشارع الذي تقطن فيه الشخصية وإيماءة إلى الطريق الذي اتخذته في الصراع مع العالم.
تدور أحداث «نهج النصر » على مدار عدة أعوام عارضة حياة «غربي » في سنوات ما بعد الثورة التونسية. نتعرف على البيئة الأسرية والإجتماعية المحيطة ببطل الفيلم. بيئة محافظة في مجملها، تحتوي شخصية بطلنا بالعاطفة وتستنكرها بالعقل والتقاليد. ننتقل معه في رحلته باتجاه مدرسة السيرك المغلقة في المدينة. ستعود كورنيويه فيما بعد إلى لغز هذه المدرسة ودلالتها في حياة بطلها في تقنية درامية واضحة تميز عملها الوثائقي بأكمله، ينتهي مشهد «غربي » أمام المدرسة طارحاً رغبته في مغادرة تونس.
في فرنسا يجد «غربي » ما يسعى إليه؛ النجاح والتحقق الفني لكنه يفتقد – في مفارقة مبكية- الشيء الذي تغرب هرباً منه، الأهل والرفقة. يختتم الفيلم قصته ونحن نشاهد جسد «غربي » متحرراً من قيود المدينة فوق أحد أسطحها برفقة حلقة التدريب خاصته، في لقطة تعكس أحد نقاط قوة الفيلم الأساسية وهي
جماليات الحركة البدنية في علاقتها بالشخصية ومحيطها.
فريديريك كورنوييه ليسار بعد دراستها في إنتاج الأفلام في جامعة كونكورديا وكذلك في المدرسة الوطنية للسيرك في مونتريال، عملت المخرجة الناشئة فريدريك كونوييه ليسارعلى مشروعيها «دمج الكون السيركوي » و »الشعرية في السينما”. فازت وهو في سن الرابعة عشر بجائزة “ Vidéastes recherchées ”. عُرض فيلمها الأخير «خطوة قصيرة 2015(» ( في العديد من المهرجانات العالمية في الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا واليابان والمكسيك وإسبانيا والمملكة المتحدة والبرازيل. وهي تقطن وتعمل في مونتريال، كيبيك. «نهج النصر » هو أول فيلم وثائقي لها.
تواصل معنا
