إخراج

لورا فونديل

بلجيكا | 2021 | 72 دقيقة | الفرنسية

• المنتج ستيفان لوست، يان دي كليرك، أنيمي ديجريز
• الشركة المنتجة دراجونز فيلمز، لونانيمي
• السيناريو لورا فونديل
• التصوير فريديرك نويراوم
• المونتاج نيكولا رومبيل
• الصوت توماس جريم لاندسبرج
• تمثيل مايا فاندربيك، جونتر دوريت، كريم لكلو، لورا فيرليندن
• جهات الإتصال
  Indie Sales Company
  
  festival@indiesales.eu

حول الفيلم

كتابة قصص عن الأطفال من منظورهم الخاص ونقلها إلى السينما، ربما هي من أصعب أشكال السرد البصري على الإطلاق. اختيار السينمائي المكان المناسب لالتقاط تفاصيل العالم المحيط بهم مهم، لكن الأهم هو النظر إلى دواخلهم وعكس ما يحسون به، في سياقه الذهني والنفسي والجسدي، من دون إسقاط إدراكي مسبق للحالة المراد معاينتها دراميًا، وهذا نجده مطبقًا في فيلم "ملعب". وجدت البلجيكية لورا فونديل في ساحات المدارس، مسرحًا مفتوحًا، تتفاعل على أرضيته سلوكيات تلاميذ صغار يواجهون للمرة الأولى تجربة التصرف بمفردهم خارج سلطة العائلة. الطفلة نورا )7 سنوات( وفي المشهد الافتتاحي تبدو في يومها المدرسي الأول، وكأنها لا تريد الخضوع لذلك الاختبار الصعب.

آبيل الأخ الأكبر يُعينها على تكيّف مدرسي، فيما تتصدى هي لتنمر مؤلم يتعرض له من أقرانه. آبيل لا يرضى بتبادل أدوار يُفقده سلطته العمرية. في "الملعب" تتبادل الأدوار بسرعة وتنعكس على أرضيته مظاهر عنف أسري ومجتمعي متجذرة، من دون أن يدرك الكبار ذلك. التنمر الذي يتعرض له آبيل في الساحة تلازمه تمزقات نفسية، تُحيّ نورا وتربك ردود أفعالها. الملعب وما يجري فيه أكبر منها، وأكبر من تضامنها الأسري. تجسيده دراميًا، يُحيل المنجز السينمائي إلى معالجة نفسية/اجتماعية نادرة. كل حوار وتصرف ظاهر فيه، يغور في باطن أعمق منه، تلازمه دون فكاك أسئلة أخلاقية، تورط صانعته المتفرج في مجاراتها. تقول له: تعال وأنظر كيف يتصرف أطفالنا في ملعب المدرسة، ولماذا يجد آبيل نفسه مجبرًا على مجاراة مُذليه، ويمارس مع غيره من الطلبة ذات العنف الذي تعرض إليه؟ الأسئلة العميقة تلك مُداراة باشتغال سينمائي باهر، أصالته أحسن ما فيه، وطبعًا التمثيل العفوي لأبطاله الصغار.

قيس قاسم