إخراج

يوناس بوهر راسموسن

الدنمارك، فرنسا، السويد، النرويج | 2021 | 90 د | الدنماركية، داري، الإنجليزية، الفرنسية، الروسية

• المنتج مونيكا هالستروم، سيني بيورج سورنسين، جان فرانسوا لو كور، ماتيو كورتوا، شارلوت موست، ماريا إيكرهوفد
• الشركة المنتجة فينال كات فور ريل، فيفمنت لوندي!، موست فيلم، مير فيلم
• السيناريو يوناس بوهر راسموسين، أمين
• التصوير
• المونتاج يانوس بيلسكوف جينسين
• الصوت إدوارد بيورنر، تورمود رينجرز
• تمثيل
• جهات الإتصال

  Cinephil
  

  philippa@Cinephil.com, Olivier@Cinephil.com

حول الفيلم

رحلتان غيّتا حياة الأفغاني أمين: الأولى رحلة الفرار من بلده طفلً إلى الدنمارك، والثانية البوح بمثليته الجنسية. طوال الرحلتين ظل يخفي، أسرارًا، وفي لحظة مصارحة سينمائية نادرة يبوح بها أمام صديقه وزميل دراسته المخرج راسموسن، ويترك له حرية التصرف بها سينمائيًا شريطة عدم الكشف عن هويته الحقيقة. يقبل باسمه المستعار "أمين" والصبر على أسئلة طالما خاف من مواجهتها. سينمائيًا، ثقل قصته ومراراتها وتشعب دروبها تُجيز تخفيفًا سرديًا، التحريك ربما هو الشكل التعبيري الأنسب لها. يعتني صانع الوثائقي بجمع تفاصيلها وإعادة صوغها بصريًا. بذلك الاشتغال السينمائي، يُسهل على صديقه المضي في درب الخلاص من أثقال ماضٍ وحاضر مرتبك، كان لا بد له الانفكاك منه.

في "الفرار"، توثيق بارع لمحن بلد وأفراد. حروب أفغانستان الدائمة، وصراعاته السياسية هي من أَوصلت أمين إلى بلد جديد عاش فيه وحقق نجاحًا مهنيًا، لكنه ظل خائفًا من "كذبة" أُجبر عليها، يوم كان طفلً هاربًا في طريق مجهول. أمست كذبته تلك سرًا يقلق حاضره، ويهدد سعادته المُرتجاة. مثليته في المكان الجديد المنفتح لم تعد هاجسًا للخوف، ما يُخيفه هو مواجهة العالم بما أبقاه ساكنًا داخله، وجاءت السينما لتُحركه. بما يبيح به "أمين" أمام كاميرته يصنع منه راسموسن منجزًا وثائقيًا باهرًا، يعيد به لفن التحريك الكلاسيكي بعض حيوته. برسومات يد، وبعض تسجيلات فيلمية قديمة )فيديو( يمر على مساحات كبيرة من تاريخ أفغاني مزدحم بالويلات، تاركًا لراوي فصوله، حرية اختيار الأسلوب والروح التي يسرده بها. روح "فرار" تأسر والرسومات تُبهر والمنجز السينمائي يأخذ معه المتفرج إلى عالم الهجرة ولحظات مواجهة الموت، ليتقاسم معه ذلك الإحساس الثقيل بالخوف منه، ويدعوه إلى النظر بذات العين الخائفة، إلى اللحظة الحرجة التي تدفع العاجز إلى اختلاق أي كذبة يمكن لها أن تنقذ حياته، مثل تلك التي أعانت الطفل "أمين" على النجاة.!

قيس قاسم