كائن رقيق (2017)

الاختيار الرسمي (خارج المسابقة) (2017)

الاختيار الرسمي (خارج المسابقة) | فرنسا- ألمانيا- ليتوانيا- هولندا | الروسية | 143 د

Share:

حول الفيلم

ما الذي يجنيه مواطن عادي حينما يواجه بعناد قهره وقاهريه؟ أيفوز بكرامته أم يحوز شجاعته أم يؤكد إيمانه؟ حسب رؤية المخرج لوزنيتسا وبطلته الشابة يصبح النصر الشخصي ضد الحيف بمثابة إعلان حاسم لأمجاد الشهامة ضد التسلط وفظائعه والضَيم ومهاناته. هذه هي ثيمة مؤوّلة بثها الكاتب فيودور
دوستويفسكي في قصة قصيرة نشرها عام 1876 ، أفلمها صاحب «الميدان » بروح حداثية وحرّة، لمح فيها الى كل حقبة توتاليتارية، وبالذات الستالينية، بظلاميتها وشياطينها. هذا هو الإقتباس السابع عالميا لهذه الحكاية، أشهرها ما أنجزه المعلّم الفرنسي روبرت بريسون عام 1969 . بيد ان فرادة لوزنيتسا هنا كمنت في جعل الضحية قوّة إحتجاج صامت، مؤلم وفاجع لكنه إستفزازي ومعارض في آن.
الزوجة الشابة أشبه بجثة حية. كتومة ومطيعة. رقيقة وهشة. لن نشاهد إبتسامة على شفاهها أو تعبير سعادة ما على محياها. حينما نصادفها في مشهد إفتتاحي ملحمي وصاعق لمجموعة الهامشيين السكاري، يغنون مآسيهم ويلعنون حظوظهم، نعرف أن ما سنتابعه في جيلاناتها اللاحقة هو جحيم متراكب من القسوة، قبل أن تصبح طرود رسائل وهدايا دأبت على إرسالها الى زوجها المعتقل، وعادت اليها بشكل مفاجىء، تبريراً درامياً لرحلة وحشية تطول، تلتقي فيها ببشر مخذولين، وعساكر نظام معقد ومخيف وفاسد، وتشهد وقائع تنتهك حقوق، قبل أن تصبح هي نفسها ضحية، تختزل إستعارة إيديولوجية لعسف سياسي  قانوني جحيمي وحيواني النزعة.
إرتهنت كفاءة فيلم «كائن رقيق » بالكامل الى خبرة لوزنيتسا في الفيلم الوثائقي التي شعّت بمشهديات تعبيرية وتفصيلية باهرة، صورها أوليغ موتو بسيل لا يتوقف على مدى 143 دقيقية من «موتيفات » عدمية تتشبه برسوم أبوكالبتية، تسجل الخراب في كل زاوية من «بلاد القهر المخيف .

المزيد

إخراج

سيرجي لوزنيتسا

سيرجي لوزنيتسا ولد عام 1964 في مدينة بارانوفيتش بأوكرانيا. درس الرياضيات والهندسة بكييف. في العام 1991 ، دخل المعهد الوطني للسينما وتخرج منه عام 1997 . بدأ نشاطه السينمائي بإنجاز أشرطة وثائقية لحساب أشهر إستوديوهات مدينة سانت بطرسبرغ، بلغ عددها 18 فيلماً. إستقر مع عائلته في ألمانيا منذ العام 2001 . عرض باكورته الروائية «يا مهجتي 2010(» ( و »في الضباب 2012(» ( في مهرجان كانّ السينمائي، وحصل الأخير على جائزة ال »فبريسي » الدولية. أسس عام 2013 شركته للإنتاج والتوزيع ليضمن إستقلاليته. أشهر أعماله الوثائقية الطويلة «ميدان 2014(» (، و »أوستيرليتز 2016( » ( حول معسكرات النازية.

#GFF

تواصل معنا