الاختيار الرسمي (خارج المسابقة) | الولايات المتحدة | الإنجليزية، مترجم للعربية | 88 د
نوعان من البشر يمكنهما التصالح مع الموت كخطوة في مسيرة أطول من الحياة: المؤمنون بحياة أبدية تأتي بعده، ومن لديهم مَن يهتموا بشأنه بعد رحيلهم، أسرة أو حبيبة أو صديق يفكرون في أثر الفراق عليه. أما من يفتقد الأمرين، فعلاقته بالموت ستكون بالتأكيد أكثر تعقيداً ورعباً.
لاكي )هاري دين ستانتون في آخر أدوار حياته بأداء يليق بخبرته( عجوز في التسعين، غير مؤمن بالحياة بعد الموت، وحيد وإن كان يزعم عدم الشعور بالوحدة، في حالة صحية جيدة رغم عمره المتقدم وإصراره على تدخين علبة من السجائر يومياً. باختصار هو يعيش أزمة وجودية ما كان ليعانيها مالم تمتد حياته إلى هذه النقطة المتأخرة.
يوقن لاكي أن جسده سيأتي يوم قريب ويتخلى عن تماسكه فينهار، لكنه لا يلمس فيه عجزاً يُبشر بهذه النهاية باستثناء متاعب بسيطة تحدث لمن يصغرونه بنصف قرن كامل. لذا فكل ما يُقال للعجائز من نصائح لا يعني له أي شيء. ويعرف لاكي أن رحيل أي شخص لا يؤثر فيه وبالتالي فرحيله هو الآخر لن يُشكل فارقاً. لا أحد سيتألم لرحيله لكن هل يزيد أو ينقص ألم الآخرين من ظُلمة الفناء؟
حياة لاكي إذن صارت أزمة وجودية دائمة ستستمر حتى يأتيه الموت. أزمة يعرضها سيناريو؛ لوجان سباركس ودراجو سومونيا، في متوالية من اللقاءات العابرة والأحاديث الصغيرة، ويترجمها جون كارول لينش في تجربته الإخراجية الأولى إلى سلسلة من اللحظات المشحونة بدراما هادئة على تعقدها. لحظات لا يمكن الإمساك بزخمها إلا لمن تفهم أزمة لاكي وشاطره بحث عن الاستنارة قد يبدو بلا قيمة لمن هو في منتصف العمر، بينما يحمل كل القيمة بالنسبة لمن كان شاباً وقت الحرب العالمية الثانية.
جون كارول لينش ممثل أمريكي من مواليد ولاية كولورادو عام 1961 . في منتصف الثمانينيات نال درجته العلمية في المسرح من الجامعة الأمريكية الكاثوليكية )برنامج مسرح هارتكي لتدريب الممثل(. وعمل باستمرار بعدها كممثل مسرحي في مينيابوليس مؤدياً أدواراً في مسرحيات لشكسبير وبرنارد شو وتشيخوف. بدأ التمثيل للسينما في التسعينيات لكن أول نجاح حقيقي كان دوره في فيلم الأخوين كوين الشهير «فارجو » عام 1996 . ليصير بعدها من أشهر الممثلين المسرحيين في عالم السينما، ويشارك في أفلام لمخرجين من بينهم كلينت إيستوود ودافيد فينشر ومارتن سكورسيزي. «لاكي » هو تجربته الإخراجية الأولى.
تواصل معنا
