الاختيار الرسمي (خارج المسابقة) | إيطاليا-ألمانيا | الإنجليزية والفرنسية والألمانية | 94 د
هناك ثلاث لوعات في فيلم زابيل، امرأة تسعى الى حياة أكثر دفئاً مع رجل، يسعى بدوره الى رسم خيط عاطفي يجمعه مع إبنها، الساعي بدوره الى إنانية طفوليّة لا ترغب في إبتعاد أمه عنه أو ما يظنّه «سرقة حسيّة » رغم توكيداتها أنه «ليس لديه والدان، بل واحداً ». هكذا سيفسر قول الصبي اللئيم تريستان)أريان مونتغمري( لغريمه وهما يقفان عند سفح القمم الثلاث الشامخة: «أنها تشبّه أب وأم وولدهما ». ما يحدث لاحقا بينهم لا يمكن ذكره هنا، لإن زابيل يتعمد منذ بداية نصّه الأليف والرصين الى جعل أبطاله أشبه بشخصيات إغريقية حداثيّة. تسير كحزمة بشريّة نحو قدر لا يمكن كسر نواياه. عليه تصبح البريّة الساحرة والوحشية في آن رحماً لن يتخلى عن كائناته. ما يجب عليهم فعله حسب زابيل هو ان يفوا بالوعد، وهو الأمر الذي ي صّ الصبي على تكرار طلبه من الشاب أرون)الكسندر فيلنغ( في أن «تترك أميّ لحالها .»
على الطرف الأخر للتراجيديا، تصبح الأم ليا)بيرينيس بيجو( أشبه بينلوبي تنتظر ذلك الخيط ان يهتزّ بين أصابعها لكي تعدو الى لقاء الحبيبين، وتعلن بما يُشبه الميثاق لوليدها: «ها أنا الى جانبك »، وتجبر الخواطر وتحمي أسرتها من التفكك والموات. يستفيد هذا العمل المحكم الصنع والمفعم بإنسانية لا حدود لوجدانها السينمائي من إشتغال مدير التصوير أكسل شانيبات الذي جعل من كل فصل للشخصيات الثلاث بتوريات بصريّة، فالأم تتواجد على الدوام في منتصف لقطاتها، فيما الرجل يُعزل في أغلب مشاهده، أما البطل الصبي فان البياض الذي يغلفه والضباب الذي يلفه يصبحان سمة لغفران يأتي متأخراً للإفلات من الفاجعة.
جان زابيل مخرج وكاتب سيناريو ولد في برلين عام 1981 . درس في جامعة السينما والتلفزيون في بوتسدام بابيلسبرغ. عرض فيلميه القصيرين ».L.H.O« و »ما البياض سوى قطرة منه 2007(» 2008 ( في أكثر من مائة مهرجان سينمائي دولي، وحصلا على العديد من الجوائز. شارك فيلمه «النهر إعتاد ان يكون رجلاً » في مهرجان تورونتو) 2011 (، وفاز بجائزة «أفضل مخرج واعد » في مهرجان سان سيباستيان الإسباني في العام ذاته. حصل «ثلاث قمم » على جائزة «فارايتي بياتزي غراندي » في لوكارنو) 2017 (.
تواصل معنا
