أثر الأشباح هو رحلة محركة للمشاعر ومشوقة للغاية تجسد قصة سعي اللاجىء السوري الحثيث لتحقيق العدالة. يندرج هذا الفيلم في قائمة الإثارة النفسية وهو من إخراج جوناثان ميّيه، ويتجاوز الحدود التقليدية لسرد قصة عن الانتقام، ويتطور إلى استكشاف عميق لمفاهيم الصدمة، والخلاص، والصمود البشري الذي لا يقهر.في جوهر الأحداث، يبرز الأداء الاستثنائي الذي قدمه آدم بيسا في شخصية حميد، أستاذ الأدب السابق الذي مزقته الحرب. والآن بعد أن أصبح لاجئًا، يتولى مهمة مواجهة ماضيه والسعي إلى تحقيق العدالة لقاء الأهوال المفزعة التي تحملها. وعن أداء بيسا فلا يمكن وصفه سوى بالمذهل، إذ يصور الطبقات العاطفية المعقدة لرجل تطارده ذكرياته ويقوده شعور راسخ بالواجب الأخلاقي.يقترن أسلوب مييّه الإخراجي بسيناريو مكتوب بحرفية شديدة، مما يحول الفيلم إلى تجربة سينمائية آسرة. يوازن الفيلم ببراعة بين التوتر الشديد واللحظات المؤثرة من التأمل الذاتي، فيجذب المشاهدين إلى عالم حميد والرحلة المروعة التي يخوضها. جرى بناء كل مشهد بعناية ليعكس الموضوعات القوية في الفيلم، إلى جانب سرد مييّه الماهر للقصة الذي يؤكد على الشعور بالعبء العاطفي لرحلة حميد في كل إطار.العنصر المميز في تجربة أثر الأشباح هو القدرة على المزج بين الإثارة والتفاعل العاطفي العميق، لينتقل من مجرد كونه فيلم إثارة إلى قصة تتناول مواضيع عالمية مثل العدالة والتسامح والقدرة البشرية على التعافي. وبفضل رسالته القوية وأداءاته المتميز وحرفيته الدقيقة، فإن فيلم أثر الأشباح هو عمل سيترك أثرًا دائمًا، مما يجعله فيلمًا لا غنى عنه لأي شخص يقدر السينما التي تتحدى وتلهم وتبقى معك لفترة طويلة بعد انتهاء مدة الفيلم.رامان تشاولا