على الأرجح سيفكر من يقرأ عنوان الفيلم في الكثير من الأمور التي يتناولها عمل بهذا المسمى، لكن ما يقدمه ”كيفية ممارسة الجنس“ لمولي ماننغ ووكر لن يكون ضمن القائمة التي سيفكر فيها المشاهد. في فيلمها الطويل الأول، تقدم المخرجة قصة تبدو للوهلة الأولى تقليدية، عن ثلاث مراهقات إنجليزيات يقضين إجازتهن الصيفية، ويحاولن استغلالها لتجربة كل أنواع اللهو الممكنة، والتي أتيحت لهن مؤخرًا لاقترابهن من عتبة الثماني عشرة سنة. بين شرب الخمور وارتياد الأندية، والبحث عن ممارسة الجنس أيضًا. بعد أن نتعرف على الشخصيات الأساسية، يقترب الفيلم بشكل خاص من تارا واللتي ستحتل الجانب الأكبر من الأحداث، وهذه الفتاة هي تجسيد رائع لمرحلة اجتياز عتبة المراهقة للدخول لمرحلة النضج، حائرة في الكثير من الأمور، تود الاستمتاع بوقتها دون مسؤولية مثل صديقتيها لكنها تفكر أكثر منهن في خطوتها التالية، وخاصة تلك التي ترتبط بممارسة الجنس للمرة الأولى. بينما اقتربت عدة أفلام من هذه المرحلة العمرية وهذا التحول، فإن ”كيفية ممارسة الجنس“ يختلف في اقترابه بشكل أكبر من حالة الحيرة وعدم القدرة على الحسم، ورصد حالة الضياع التي يمكن أن يشعر بها المرء في هذه الفترة عند اتخاذ قرارات بعينها. لكن أكثر ما يلفت الانتباه في تناول المخرجة لجانب الجنس في فيلمها الحاصل على جائزة أفضل فيلم في مسابقة نظرة ما في مهرجان كان 2023، هو قرارها بعدم إدانة طرف على حساب الآخر أو تحويل سردية الفيلم إلى جانٍ وضحية، بل تجعل الأمر يبدو وكأنها تقدم مجموعة من الاختيارات التي قد يقدم عليها الإنسان في هذا السن وربما تحتاج إلى مراجعة قبل الإقدام عليها وليس بعدها، تفعل ووكر هذا دون أن تصوب إصبع الاتهام نحو شخصياتها. أندرو محسن