“كنيدي” هو فيلم تشويق مثير ومكثف، تدور أحداثه في خلفية مدينة فاسدة وفوضوية. يُعرفنا الفيلم إلى شخصيته الرئيسية التي تحمل اسمه، وهو شرطي سابق يُعاني من الأرق، ومن المفترض أنه ميت، لكنه لا يزال على قيد الحياة ويعمل في ظل نظام فاسد. يجسد راهول بهات، دور كنيدي، بعمق لافت للأنظار، إذ يغمر نفسه في شخصية مبتلاة بالذنب وتسعى إلى الخلاص عبر سلسلة من الأفعال المعقدة أخلاقيًا. تجري أحداث الفيلم خلال فترة الحجر الصحي التي فرضها انتشار فيروس كورونا، يستكشف أعماق الجانب الإجرامي في مومباي، حيث يصبح الخط الفاصل بين تطبيق القانون والمافيا مشوشًا على نحو مُطرد. ينسج كاشياب قصة مستوحاة من أحداث واقعية، بما في ذلك واقعة سيارة الماهيندرا سكوربيو عام 2021، حيث عُثر على سيارة مُحملة بالمتفجرات بالقرب من منزل أحد الصناعيين. تعكس وتيرة الفيلم المتسارعة عقل بطله المحموم، إذ يصور جوهر الرجل الذي يعمل بعيدًا عن قيود القانون. جرى تصوير مشاهد فيلم كيندي بالكامل ليلًا، فهو عمل ينضح بإحساس ملموس بالظلام وغياب الأخلاق، مما يغمر الجمهور في العالم الكئيب والغادر الذي يتنقل فيه كنيدي. ترافق الصورة الذي يقدمها سيلفيستر فونسيكا، الموسيقى التصويرية المؤثرة، بما فيها من مختارات من أعمال تشايكوفسكي وبحيرة البجع التي تعزفها أوركسترا براغ الفلهارمونية، مما يخلق أجواءً يتفاعل ويغرق فيها الجمهور. هذا المزيج الموسيقي وشعر عامر عزيز المؤثر على الروح، لا يثري عمق موضوع الفيلم فحسب، ولكنه أيضًا يشدد على براعة أنوراغ كيشاب في صناعة تجربة سينمائية مثيرة للاهتمام بحق. هذا الفيلم المشوق الجريء الغارق في الظلام، يستكشف روح رجل تدفعه أعمال في الماضي نحو الجنون. رامان شاولا