عندما رحلت آنييس فاردا كان بالكاد يمكن لأحد أن يصدق أنها تجاوزت التسعين. فهي كانت من النضارة والحيوية إلى درجة أنها حتى سنواتها الأخيرة، كانت تجتذب أفلامها الجمهور، وتعلن هي عن مشاريع مقبلة. ومع ذلك ظلت فاردا لا تذكر إلا مع فيلميها الأشهر، “كليو من 5 إلى 7” (1962) و”لا سقف ولا قانون”(1985)، والاثنان نوع من “بورتريه” لامرأة وهو النوع الذي برعت فيه هذه السينمائية المنتمية بقوة إلى الموجة الجديدة ورعيلها الأول. وحتى لو كان الفيلم الذي كرسته لزوجها السينمائي الكبير جاك ديمي بعنوان “جاكو دي نانت” فيلما بديعا، فإن تصويرها للنساء يبقى مجالها الأكبر، شرط أن يكون استثنائيا ومن هنا جاءت قوة فيلمها الوثائقي عن جين بيركن التي ارتبطت معها بصداقة طويلة.