أورورا، مهاجرة برتغالية تعمل في جمع البضائع في مستودعات في إدنبرة، اسكتلندا. بين قيود مركز توزيع ضخم وعزلة غرفة نومها، تبحث أورورا عن كل فرصة لمقاومة الاغتراب والعزلة التي تهدد إحساسها بذاتها.في فيلمها الأول الرائع “عن السقوط”، تلتقط لورا كاريرا بمهارة التفكك الدقيق والعميق للحالة العاطفية للبطلة، وتصور هبوطها التدريجي إلى الظلام العاطفي بحساسية كبيرة.تُظهِر كتابتها وإخراجها الحساسية والوعي الحاد بالاضطرابات التي تواجهها بطلتها. تصور كاريرا بمهارة الصراعات الداخلية المتزايدة لأورورا وهي تواجه الحقائق القاسية للحياة في أرض أجنبية. يستكشف الفيلم التوازن الدقيق بين الشوق إلى التواصل والثقل الخانق للعزلة، والذي يتفاقم بسبب الصعوبات الاقتصادية والافتقار إلى الدعم المجتمعي.تقدم جوانا سانتوس أداءً رائعًا ومؤثرًا لشخصية أورورا، حيث تصور ضعفها ومعاناتها الصامتة ببراعة ملحوظة. من خلال إيماءات صغيرة ودقيقة، تنقل أعماق المشهد العاطفي لأورورا، من أملها إلى خوفها، وفي النهاية حزنها. يبدو تصويرها وثيق الصلة، ويتطرق إلى موضوعات عالمية تتعلق بالانتماء والاغتراب. دون الاعتماد بشكل كبير على الحوار، تدعو سانتوس الجمهور إلى عالم أورورا الداخلي، مما يجعل رحلتها ليست مقنعة فحسب، بل ومؤثرة للغاية.لا يروي فيلم “عن السقوط” قصة قوية ورنانة فقط، بل إنه يقدم نوع من التواصل أيضًا على مستوى عاطفي عميق. تترك قوته الهادئة انطباعًا دائمًا. عُرض هذا الفيلم لأول مرة عالميًا في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي لعام 2024، وعُرض لأول مرة في أوروبا في مهرجان سان سيباستيان السينمائي.رامان تشاولا