في فيلم “السلام عليك يا ماريا”، تبتكر مار كول فيلم إثارة نفسية مشوق يستكشف الجوانب المظلمة للأمومة والهوية الذاتية. تصبح ماريا، الكاتبة الشابة التي أنجبت للتو، مهووسة بقضية حظيت بتغطية إعلامية واسعة النطاق لامرأة أغرقت توأمها البالغين من العمر عشرة أشهر في حوض الاستحمام. يتجذر هذا الهوس في ذهن ماريا، ويغذي خوفها المتزايد من أن تصبح هي أيضًا وحشًا. يستخدم الفيلم الذي يتألف من أربعة فصول، اقتباسات من شخصيات معروفة مثل أدريان ريتش وسيلفيا بلاث وسيمون دي بوفوار لربط أزمة ماريا الشخصية بأسئلة عالمية أكبر حول توقعات المجتمع من النساء والأمهات.تبدأ مار كول الفيلم بإطار فارغ لغرفة معيشة توحي بالاختناق بسبب صغر مساحتها. تُضاف موسيقى متوترة ومشؤومة مقابل صوت البكاء المطول من الحمام. يتم إعداد المسرح لصراع درامي بين واقع الأمومة الحديثة والنسخة المثالية التي لا نزال نتمسك بها. إن القرار الذي اتخذته ماريا بمقارنة توترها بمشاهد سريالية وخيالية يخلق شعورًا قويًا بالارتباك بينما تتعمق أكثر في مخاوفها.إن جمالية الفيلم 35 ملم، جنبًا إلى جنب مع الموسيقى الأوركسترالية المكثفة لزيلتيا مونتيس، تزيد من الأجواء المزعجة حيث تبدأ ماريا في الانهيار. إن تصوير لورا فايسماهر لماريا صريح وصادق، يصور الشعور بالذنب الساحق والصراع الداخلي للأم التي تشعر بأنها محاصرة بما يعتبره المجتمع غرائز أمومية “طبيعية”. وبينما تكافح للحفاظ على رباطة الجأش يطمس الفيلم الخطوط الفاصلة بين الواقع وأهوالها المتخيلة.تصور فايسماهر المرأة ليس على أنها “ضعيفة”، بل شخص قوي، مُثقل بتوقعات المجتمع والصراعات الشخصية. لقد قبلت المخرجة مار كول التحدي المتمثل في معالجة مثل هذا الموضوع المعقد، مسلطة الضوء على استعدادها لمواجهة المعايير التقليدية ومناقشة هذه المعايير. نيكول جيميه