ما الذي يحدث عندما يلتم شمل عائلة كبيرة متنافرة الأطراف، نتيجة ظرف استثنائي هو وفاة أحد أفرادها؟ كل ما سيتوقعه المشاهد وأكثر هو ما قدمته آيتن أمين في “آل شنب”. الفيلم الذي ينطلق من صراع تقليدي بين جيلين مختلفين، تحديدًا بين أم وابنتها، يتعاظم ليشمل اختلاف الأجيال في عائلة كبيرة، بشكل كوميدي غير مسبوق، خاصة عندما نضع في الحسبان أن أفراد العائلة يجتمعون نتيجة حالة وفاة وليس لسبب سار على الإطلاق. في فيلمها الطويل الثالث، تستمر المخرجة في استكشاف دواخل الأسرة بشكل غير تقليدي، مثلما فعلت في “فيلا 69” (2016)، ثم في “سعاد” (2020) الذي تناول علاقة بين شقيقتين تكمل إحداهما مسيرة الأخرى. في “آل شنب” تتوسع لتشمل عدة شقيقات يجتمعن معًا لعدة أيام، لنشاهد كيف تتحول الاختلافات بين هؤلاء الأخوات إلى التأثير ليس عليهن فقط بل على الجيلين التاليين من أبنائهن وبناتهن. الأخوات اللاتي يبدون محافظات بعض الشيء يضطررن للمواجهة مع أبنائهن وبناتهن الذين لكل منهم ميوله وأفكاره التي تتعارض على الأرجح مع تقاليد الأسرة. يختلف هذا الفيلم عن سابقيه للمخرجة في الحس الكوميدي الواضح، والابتعاد نسبيًا عن الواقعية التي ميزت “سعاد”، ومع عدد الشخصيات الكبير الذي يضمه الفيلم، فإنه من الصعب أن نتوقع في كل مرة من أين سيأتي الضحك، وبأي صورة. أضاف إلى هذه الحالة بالتأكيد التوظيف المميز لفريق الممثلين والممثلات الذين نجد أن كل منهم مُختار بعناية في دوره. ينتهي الفيلم والمشاهد يشعر أنه ربما لم يكن يشاهد ”آل شنب“ بل تابع -من منظور مختلف- عدة أيام من حياة عائلته. أندرو محسن