إخراج

خايرو‭ ‬بوستامانتي

جواتيمالا،‭ ‬فرنسا | 2019 | 97 د | ‬الإسبانية،‭ ‬المايا‭ ‬كتشيكل،‭ ‬المايا‭ ‬إكسيل مع ترجمة بالإنجليزية والعربية

• المنتج خايرو بوستامانتي، جوستافو ماثيو
• الشركة المنتجة لا كاسا دو برودوكسيون، لي فيلم دو فولكان، وزارة الثقافة والرياضة في جواتيمالا
• السيناريو خايرو بوستامانتي
• التصوير نيكولاس وونج
• المونتاج خايرو بوستامانتي، جوستافو ماثيو
• الصوت ادواردو كاثريس ستاكمان
• تمثيل ماريا مرسيدس كوروي، سابرينا دي لاهوز، مارجريتا كينفيك، خوان بابلو أوليسلاجر، ماريا تيلون
• جهات الإتصال

  Film Factory Entertainment

  info@filmfactory.es

حول الفيلم

هل تكفي رصاصة إعدام تصوَّب الى رأس ديكتاتور، أو حبل مشنقة يلتف حول رقبته كي يأخذ ضحايا الإبادات الجماعية ثأرهم حقا؟. نصّ "المرأة الباكية" يذهب دراميًا نحو ضفاف أخرى، مفعمة بالأسى والتشفّي والسخط لتاريخ جواتيمالا الدمويّ. يرى أن الضيم السياسي لن يُمحى، لأن عويل الضحايا لن ينتهي، مهما دارت أزمنة القهر، أو تغيَّرت وجوه قُسَاتها. هذا فيلم سياسي بامتياز، دون جعجعة أيديولوجية أو تحاملات غوغائية. يمزج بحصافة وقائع واعترافات مريرة، مع استعارات سحريّة لتواريخ وأشخاص، تتجلّى كأرواح انتقامية تطارد بعد 30 عامًا، الجنرال المتقاعد إنريكه مونتفيردي )تورية عن الرئيس إيفريين ريوس مونت المتهم بتنظيم مذابح ضد السكان الأصليين( وهي تبكي بمرارة، دون أن يراها أو يقابلها. يبدأ الشريط بمشهد صلوات للأسرة كي يفلت المجرم من عقابه، وينتهي بلقطة سوداء نسمع فيها سيدة تصرخ بلوعة: "أبنائي". بين الاثنين، تطوَّق الأصوات شخصيات الفيلم وتقمَّصاتها بنحيب متواصل وهتافات وأغنيات وحوارات مشدودة وشكوك حادة، تحيل المحيط المغلق، الذي لن يغادره الفيلم إلا قليلًا، إلى معتقل لأفراد عليهم دفع ثمن رفاهية، نالوها فوق جثث مغدورة لمواطنين سعوا إلى حقوقهم وكراماتهم. الأم الشابة ألما، هي واحدة من سبايا المجازر، تستغل توظيفها كخادمة في القصر المحاصر من قبل المطالبين بمعاقبة الجنرال القاتل، كي تُحقِق عدالتها الشخصية التي لن تقبل الغفران، فدّم طفليها اللذين قتلا غرقًا أمام عينيها، لن يذهب هدرًا، وتهديدات القتلة لها: "إن بكيتِ، سنقتُلكِ" لن يموت صداها أبدًا. شريط بوستمانتي هو شهادات متداخلة، منفّذة بثراء بصريّ ودراما مجيدة، محتشدة بأفكار سينمائية صادمة حول استبداد متوالد ومحاصر بضجيج استفزازيّ، ومشاهد كثيرة لمياه، تُباركها أغنية ختام تُخاطب "المرأة الباكية" بكلمات شجية، تدعوها قائلة: "اغسلي حسرتك بماء النهر المبارك. حوَّلي حزنك إلى سكينة، وفجرك إلى ندى".

زياد الخزاعي