إخراج

لاريسا‭ ‬ساديلوفا

روسيا | 2019 | 80 د | الروسية مع ترجمة بالإنجليزية والعربية

• المنتج لاريسا ساديلوفا، لاريسا شنايدرمان، روستام أخادوف
• الشركة المنتجة شيم فيلم, ارسى فيلم
• السيناريو لاريسا ساديلوفا
• التصوير أناتولي بِتريجا
• المونتاج لاريسا ساديلوفا، جليب دراجايتسِيف
• الصوت روستام أخادوف
• تمثيل إيجور بارينوف، كريستينا شنايدر، يوري كيسَليف، ماريا سيمينوفا
• جهات الإتصال

  Loco Films

  international@loco-films.com

حول الفيلم

عَودَتنا الأفلام على نمط للخيانات الزوجية، فهي دائمًا مشتعلة بالدراما، يرتكبها أبطال جذّابون، يغلفها الشبق والرغبة. إلا أن المخرجة لاريسا ساديلوفا تأتي بفيلمها هذا لتضرب بكل هذه الصور النمطية عرض الحائط. "ذات مرة في تروبشِفسك" هو العنوان، وتروبشِفسك هي مكان للنسيان: مدينة حدودية في أقصى غرب أكبر دولة في العالم، خمسة أميال مربعة يسكنها 15 ألف شخص يقطعون ساعات طويلة من أجل الوصول لأقرب مدينة. في هذه الظروف الهامشية المتقشفة، محدودة الاختيارات، تنمو نزوة بين زوج وزوجة تختلف في شكلها ومضمونها عن كل خيانات السينما المعتادة.

لا وجود هنا للوسيم الثري الذي يقف بسيارته فيدير رأس الزوجة المخلصة، ولا المرأة المغوية التي تخطف الزوج من بيته. مجرد سائق شاحنة بلا جاذبية وجارته ممتلئة الجسد التي تذهب إلى المدينة لبيع مشغولات يدوية قامت بصناعتها، لتندلع العلاقة بينهما نتيجة لوجودهما الدائم على الطريق.

علاقة يستحيل في مدينة بهذا الحجم وحياة بهذه الرتابة أن تظل سرًا مهما حاول أصحابها إخفاءها. المفارقة تنبع من غياب أي فارق جوهري بين الزوجة والعشيقة، أو الزوج والعشيق، سواء في الشكل أو الطباع، جميعهم مجرد بشر اعتياديين، حتى إنك تشعر إن هذين الحبيبين لو كانا قد تزوجا، لكان كل منهما قد خان الآخر مع طرفي المربع الغرامي الآخرين! وكأن النزوة هنا فعل تمرد، رغبة في كسر حياة يُفترض أن تسير رتيبة مملة حتى نهايتها. ولا تعبير أفضل عن ذلك الدافع وتلك المفارقة من المشهد الذي تحاول البطلة فيه أن تغوي عشيقها برقصة مثيرة، لتكون النتيجة أقرب للكوميديا منها للغواية. "ذات مرة في تروبشِفسك" فيلم عن الرتابة عندما تُفضي إلى نزوة لا تقل مللًا. عن بشر الهوامش عندما يريدون أن يعيشوا حكاية سينمائية، ليدركوا أن الأمور على أرض الواقع مختلفة تمامًا.

أحمد شوقي