إخراج

كين‭ ‬لوتش

‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬فرنسا،‭ ‬بلجيكا | 2019 | 100 د | الإنجليزية مع ترجمة بالإنجليزية والعربية

• المنتج ريبيكا أوبراين
• الشركة المنتجة سيمستين فيلمز ، بي بي سي فيلمز ، بي أف أي فيلم ، واي نوت برودكشنز ، لي فيلم دي فلوف ، فرانس دو سينما
• السيناريو بول لافرتي
• التصوير روبي راين
• المونتاج جوناثان موريس
• الصوت كيفن برازير
• تمثيل كريس هيتشن، ديبي هونيوود، ريس ستون، كاتي بروكتر
• جهات الإتصال

  Teleview International

  ziadc@teleview-int.tv

حول الفيلم

مرة أخرى يعود الثنائي لوتش/لافرتي الى أحوال المجتمع الذي يعرفانه جيدا، ولا سيما في مدينة نيوكاسيل الإنكليزية التي موضعا فيها فيلمهما السابق "أنا، دانيال بلاك") 2016 (. ومرة أخرى يبدوان هنا أقرب ما يكونان الى الوصف الدقيق لما آلت إليه أحوال المجتمع. ولكن هذه المرة ليس من خلال مصير متقاعد يبحث عن حقوقه، كما في الفيلم السابق، وإنما من خلال تلك الشريحة من الطبقة المتوسطة التي تعيش مرحلة ما بعد "إنفراط" الطبقة العاملة. نظرة كين لوتش الى هذه الطبقة لا تنضب. ونماذجه هنا مستقاة مباشرة من الواقع المرصود: عائلة صغيرة تعيش بفضل أشغال تكاد تكون خارج المألوف أوضاعا في غاية الدقة محاولة أن تجد لصبيها وشقيقته مستقبلا أكثر ثباتا.

الفيلم يلتقط رب العائلة وهو يحاول الانتقال إلى وضعية يتيحها الدخول في الثورة الرقمية من طريق الانخراط في مجتمع الإستهلاك، حيث النشاط الفردي يبدو متاحا ما يجعل رب العائلة قادرا على إقناع زوجته ببيع سيارتها التي تتنقل بها لخدمة المرضى والمسنين مقابل مبالغ زهيدة، كي يشترى بالمبلغ حافلة يسلم بها البضائع للمشترين إلكترونيا. يقول إنه بعمله الجديد المساير للحداثة سيكون سيّد نفسه ويؤمن لطفليه المستقبل المنشود. فهل يتحقق له هذا؟ مرة أخرى، ولو في فيلم مشرق قوي التركيب مكتوب بعناية فائقة عبر حوارات مدهشة آتية من الواقع اليومي، يرينا كين لوتش وكاتبه المفضل من طريق ممثلين غير محترفين آتين من كل مكان ومن أي مكان، أن الحلم شيء آخر غير الواقع، وأن الحلول الفردية، إن لم تكن مستحيلة، فإنها غامضة مربكة، ومرة أخرى يقول لنا مبدعو الفيلم إن السينما يمكنها أن تكون قاسية في نظرتها الإجتماعية، وصادقة في توغلها داخل نفوس البشر، دون أن تكون مملة. بعد أكثر من نصف قرن إذا، لا يزال كين لوش قادرا على إبهارنا وتحفيزنا وإمتاعنا حتى وإن كانت سينماه تبدو أكثر وأكثر غرقا في السوداوية... الوضّاءة!

إبراهيم العريس